الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ قِيلَ يٰنُوحُ ٱهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ }

قوله تعالى: { يانوح اهبط } قال ابن عباس: يريد: من السفينة إِلى الأرض. { بسلام منا } أي: بسلامه.

قوله تعالى: { وبركات عليك } قال المفسرون: البركات عليه: أنه صار أباً للبشر جميعاً، لأن جميع الخلق من نسله. { وعلى أُمم ممن معك } قال ابن عباس: يريد: من ولدك. قال ابن الأنباري: المعنى: من ذراري من معك، والمراد: المؤمنون من ذريته. ثم ذكر الكفار، فقال: { وأُممٌ } أي: من الذرية أيضاً، والمعنى: وفيمن نَصِفُ لك أُمم، وفيمن نقصُّ عليك أمره أُمم. { سنمتِّعهم } أي: في الدنيا { ثم يمسهم منا عذاب أليم } في الآخرة. قال محمد بن كعب القرظي: لم يبق مؤمن ولا مؤمنة في أصلاب الرجال وأرحام النساء يومئذ إِلى أن تقوم الساعة إِلا وقد دخل في ذلك السلام والبركات، ولم يبق كافر إِلا دخل في ذلك المتاع والعذاب.