الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَٰتٍ وَٱدْعُواْ مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَآ أُنزِلَ بِعِلْمِ ٱللَّهِ وَأَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ }

قوله تعالى: { أم يقولون افتراه } «أم» بمعنى «بل»، و«افتراه» أتى به من قِبَل نفسه. { قل فأتوا } أنتم في معارضتي { بعشر سُوَر مثله } في البلاغة { مفتريات } بزعمكم ودعواكم { وادعوا من استطعتم من دون الله } إِلى المعاونة على المعارضة { إِن كنتم صادقين } في قولكم: «افتراه».

{ فإن لم يستجيبوا لكم } أي: يجيبوكم إِلى المعارضة. فقد قامت الحجة عليهم لكم.

فإن قيل: كيف وحَّد القول في قوله: «قل فأتوا» ثم جمع في قوله «فإن لم يستجيبوا لكم»؟ فعنه جوابان.

أحدهما: أن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وحده في الموضعين، فيكون الخطاب له بقوله «لكم» تعظيماً، لأن خطاب الواحد بلفظ الجميع تعظيم، هذا قول المفسرين.

والثاني: أنه وحَّد في الأول لخطاب النبي صلى الله عليه وسلم. وجمع في الثاني لمخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، قاله ابن الأنباري.

قوله تعالى: { فاعلموا أنما أُنزل بعلم الله } فيه قولان:

أحدهما: أنزله وهو عالم بانزاله، وعالم بأنه حق من عنده.

والثاني: أنزله بما أخبر فيه من الغيب، ودلَّ على ما سيكون وما سلف، ذكرهما الزجاج.

قوله تعالى: { وأن لا إِله إِلا هو } أي: واعلموا ذلك. { فهل أنتم مسلمون } استفهام بمعنى الأمر. وفيمن خوطب به قولان:

أحدهما: أهل مكة، ومعنى إِسلامهم: إِخلاصهم لله العبادة، قاله أبو صالح عن ابن عباس.

والثاني: أنهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله مجاهد.