الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَرْكَنُوۤاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }

قوله تعالى: { ولا تركنوا إِلى الذين ظلموا } روى عبد الوارث عن أبي عمرو: «تَركُنوا» بفتح التاء وضم الكاف، وهي قراءة قتادة. وروى هارون عن أبي عمرو «تَركِنوا» بفتح التاء وكسر الكاف. وروى محبوب عن أبي عمرو: «تِركَنوا» بكسر التاء وفتح الكاف. وقرأ ابن أبي عبلة «تُركَنوا» بضم التاء وفتح الكاف على مالم يُسم فاعله. وفي المراد بهذا الركون أربعة أقوال:

أحدها: لا تميلوا إِلى المشركين، قاله ابن عباس.

والثاني: لا تَرضوا أعمالهم، قاله أبو العالية.

والثالث: لا تلحقوا بالمشركين، قاله قتادة.

والرابع: لا تُداهنوا الظلمة، قاله السدي، وابن زيد.

وفي قوله: { فتمسكم النار } وجهان. أحدهما: فتصيبكم النار، قاله ابن عباس. والثاني: فيتعدَّى إِليكم ظلمهم كما تتعدَّى النار إِلى إِحراق ما جاورها، ذكره الماوردي.

قوله تعالى: { وما لكم من دون الله من أولياء } أي: ليس لكم أعوان يمنعونكم من العذاب.