الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَآءَ بَعْدَ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيِّئَاتُ عَنِّيۤ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ }

قوله تعالى: { ولئن أذقناه نَعماء } قال ابن عباس: صحة وسَعة في الرزق. { بعد ضراء مَسَّتْهُ } بعد مرض وفقر. { ليقولَنَّ ذهب السيئات عني } يريد الضر والفقر. { إِنه لَفَرِحٌ } أي: بَطِرٌ. { فخور } قال ابن عباس: يفاخر أوليائي بما أوسعت عليه.

فان قيل: ماوجه عيب الإِنسان في قوله: { ذهب السيئات عني } ، وما وجه ذمه على الفرح، وقد وصف الله الشهداء فقال: { فرحين }؟

فقد أجاب عنه ابن الأنباري، فقال: إِنما عابه بقوله: { ذهب السيئات عني } لأنه لم يعترف بنعمة الله، ولم يحمَده على ما صُرف عنه. وإِنما ذمه بهذا الفرح، لأنه يرجع إِلى معنى المرح والتكبُّر عن طاعة الله، قال الشاعر:
ولا يُنْسينيَ الحَدَثَانُ عِرْضِي   ولا أُلقِي من الفَرَحِ الإِزارا
يعني من المرح. وفرح الشهداءِ فرحٌ لا كِبْر فيه ولا خُيلاء، بل هو مقرون بالشكر فهو مستحسن.