قوله تعالى: { بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه } فيه قولان: أحدهما: أن المعنى: بما لم يحيطوا بعلم ما فيه ذِكْر الجنة والنار والبعث والجزاء. والثاني: بما لم يحيطوا بعلم التكذيب به، لأنهم شاكّون فيه. وفي قوله: { ولمَّا يأتهم تأويله } قولان: أحدهما: تصديق ما وُعدوا به من الوعيد. والتأويل: ما يؤول إِليه الأمر. والثاني: ولم يكن معهم عِلم تأويله، قاله الزجاج. قيل لسفيان بن عيينة: يقول الناس: كل إِنسان عدوُّ ما جهل، فقال: هذا في كتاب الله. قيل: أين؟ فقال: { بل كذَّبوا بما لم يحيطوا بعلمه }. وقيل للحسين بن الفضل: هل تجد في القرآن: من جهل شيئاً عاداه؟ فقال: نعم، في موضعين. قوله: { بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه } وقوله:{ إِذْ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إِفك قديم } [الأحقاف: 11].