الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا كَانَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ ٱلْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

قوله تعالى: { وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله } قال الزجاج: هذا جواب قولهم:ائت بقرآنٍ غيرِ هذا أو بدِّلْهُ } [يونس: 15] وجواب قولهم:

افتراه } [الفرقان: 4]. قال الفراء: ومعنى الآية: ما ينبغي لمثل هذا القرآن أن يفترى من دون الله، فجاءت «أن» على معنى ينبغي. وقال ابن الأنباري: يجوز أن تكون «أن» مع «يفترى» مصدراً، وتقديره: وما كان هذا القرآن افتراءً. ويجوز أن تكون «كان» تامة، فيكون المعنى: ما نزل هذا القرآن، وما ظهر هذا القرآن لأن يفترى، وبأن يفترى، فتُنْصَب «أن» بفقد الخافض في قول الفراء، وتخفض بإضمار الخافض في قول الكسائي. وقال ابن قتيبة: معنى { أن يفترى } أي: يضاف إِلى غير الله، أو يُختَلق.

قوله تعالى: { ولكن تصديقَ الذي بين يديه } فيه ثلاثة أقوال:

أحدها: أنه تصديق الكتب المتقدمة، قاله ابن عباس. فعلى هذا، إِنما قال: { الذي } لأنه يريد الوحي.

والثاني: ما بين يديه من البعث والنشور، ذكره الزجاج.

والثالث: تصديق النبي صلى الله عليه وسلم الذي بين يدي القرآن، لأنهم شاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم وعرفوه قبل سماعهم القرآن، ذكره ابن الأنباري:

قوله تعالى: { وتفصيل الكتاب } أي: وبيان الكتاب الذي كتبه الله على أُمة محمد صلى الله عليه وسلم الفرائض التي فرضها عليهم.