الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } * { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } * { وَٱتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَٱصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ ٱللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَاكِمِينَ }

قوله تعالى: { وإن يمسسك الله بضر } أي: بشدة وبلاءٍ { فلا كاشف } لذلك { إِلاّ هو } دون ما يعبده المشركون من الأصنام. وإِن يصبك بخير، أي: برخاء ونعمة وعافية، فلا يقدر أحد أن يمنعك إِياه. { يصيب به } أي: بكل واحد من الضُّر والخير.

قوله تعالى: { قد جاءكم الحق من ربكم } فيه قولان:

أحدهما: أنه القرآن.

والثاني: محمد صلى الله عليه وسلم.

قوله تعالى: { ومن ضلَّ فإنما يَضِلَّ عليها } أي: فإنما يكون وبال ضلاله على نفسه.

قوله تعالى: { وما أنا عليكم بوكيل } أي: في منعكم من اعتقاد الباطل، والمعنى: لست بحفيظ عليكم من الهلاك كما يحفظ الوكيل المتاع من الهلاك. قال ابن عباس: وهذه منسوخة بآية القتال، والتي بعدها أيضاً، وهي قوله: { واصبر حتى يحكم الله } لأن الله تعالى حكم بقتل المشركين، والجزيةِ على أهل الكتاب، والصحيح: أنه ليس هاهنا نسخ. أما الآية الأولى، فقد ذكرنا الكلام عليها في نظيرتها في [الأنعام: 107]. وأما الثانية، فقد ذكرنا نظيرتها في سورة [البقرة: 109] قوله:فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره. }