الرئيسية - التفاسير


* تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز/ ابن عطية (ت 546 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْفَجْرِ } * { وَلَيالٍ عَشْرٍ } * { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } * { وَٱلَّيلِ إِذَا يَسْرِ } * { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ } * { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ } * { إِرَمَ ذَاتِ ٱلْعِمَادِ } * { ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي ٱلْبِلاَدِ } * { وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخْرَ بِٱلْوَادِ } * { وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلأَوْتَادِ } * { ٱلَّذِينَ طَغَوْاْ فِي ٱلْبِلاَدِ } * { فَأَكْثَرُواْ فِيهَا ٱلْفَسَادَ } * { فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ } * { إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ }

قال جمهور من المتأولين: { الفجر } هنا المشهور الطالع كل يوم، قال ابن عباس: { الفجر } النهار كله، وقال ابن عباس أيضاً وزيد بن أسلم: { الفجر } الذي أقسم الله به، صلاة الصبح، وقراءتها هو قرآن الفجر،وقال مجاهد: إنما أراد فجر يوم النحر، وقال الضحاك: المراد فجر ذي الحجة، وقال مقاتل المراد فجر ليلة جمع، وقال ابن عباس: أيضاً: المراد فجر أول يوم من المحرم، لأنه فجر السنة، وقيل المراد فجر العيون من الصخور وغيرها، وقال عكرمة: المراد فجر يوم الجمعة، واختلف الناس في " الليالي العشر " فقال بعض الرواة: هي العشر الأولى من رمضان، وقال الضحاك وابن عباس: هي العشر الأواخر من رمضان، وقال بنان وجماعة من المتأولين: هي العشر الأولى من المحرم، وفيه يوم عاشوراء، وقال مجاهد وقتادة والضحاك والسدي وعطية العوفي وابن الزبير رضي الله عنه: هي عشر ذي الحجة، وقال مجاهد: هي عشر موسى التي أتمها الله له، وقرأ الجمهور " وليالٍ " ، وقرأ بعض القراء " وليالي عشر " بالإضافة وكأن هذا على أن العشر مشار إليه معين بالعلم به، ثم وقع القسم بلياليه فكأن العشر اسم لزمه حتى عومل معاملة الفرد، ثم وصف ومن راعى فيه الليالي قال العشر الوسط، واختلف الناس في { الشفع والوتر } فقال جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: { الشفع } يوم النحر { والوتر } يوم عرفة وروى أيوب عنه صلى الله عليه وسلم قال: " الشفع يوم عرفة ويوم الأضحى، والوتر ليلة النحر " وروى عمران بن حصين عنه عليه السلام أنه قال: " هي الصلوات منها الشفع ومنها الوتر " وقال ابن الزبير وغيره: { الشفع } اليومان من أيام التشريق { والوتر } ، اليوم الثالث، وقال آخرون: { الشفع } ، العالم { والوتر } ، الله إذا هو الواحد محضاً وسواه ليس كذلك، وقال بعض المتأولين: { الشفع } آدم وحواء، و { الوتر } الله، وقال ابن سيرين ومسروق وأبو صالح: { الشفع والوتر } شائعان الخلق كله، الإيمان والكفر والإنس والجن وما اطرد على نحو هذا فهي أضداد أو كالأضداد، ووترها الله تعالى فرد أحد. وقيل { الشفع }: الصفا والمروة، { والوتر } البيت، وقال الحسن بن الفضل: { الشفع } أبواب الجنة لأنها ثمانية أبواب، { والوتر } أبواب النار لأنها سبعة أبواب، وقال مقاتل: { الشفع } الأيام والليالي، { والوتر } يوم القيامة لأنه لا ليل بعده، { والوتر } اتحاد صفات الله تعالى، عز محض وكرم محض ونحوه، وقيل { الشفع } ، قرآن الحج والعمرة، { والوتر } الإفراد في الحج، وقال الحسن: أقسم الله تعالى بالعدد لأنه إما شفع وإما وتر، وقال بعض المفسرين: { الشفع } حواء { والوتر } آدم عليه السلام، وقال ابن عباس ومجاهد: { الوتر } صلاة المغرب، و { الشفع } صلاة الصبح، وقال أبو العالية: { الشفع } الركعتان من المغرب { والوتر } الركعة الأخيرة، وقال بعض العلماء: { الشفع } تنفل الليل مثنى مثنى { والوتر } الركعة الأخيرة المعروفة، وقرأ جمهور القراء والناس " والوَتر " بفتح الواو، وهي لغة قريش وأهل الحجاز، وقرأ حمزة والكسائي والحسن بخلاف وأبو رجاء وابن وثاب وطلحة والأعمش وقتادة: " والوِتر " بكسر الواو، وهي لغة تميم وبكر بن وائل، وذكر الزهراوي أن الأغر رواها عن ابن عباس وهما لغتان في الفرد، وأما الدخل فإنما هو وتر بالكسر لا غير، وقد ذكر الزهراوي أن الأصمعي حكى فيه اللغتين الفتح والكسر، وسرى الليل ذهابه وانقراضه، هذا قول الجمهور، وقال ابن قتيبة والأخفش وغيره، المعنى { إذا يسري } فيه فيخرج هذا الكلام مخرج ليل نائم ونهار بطال.

السابقالتالي
2 3 4