الرئيسية - التفاسير


* تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز/ ابن عطية (ت 546 هـ) مصنف و مدقق


{ هَلُ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْجُنُودِ } * { فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ } * { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي تَكْذِيبٍ } * { وَٱللَّهُ مِن وَرَآئِهِمْ مُّحِيطٌ } * { بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ } * { فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ }

هذا توقيف للنبي صلى الله عليه وسلم وتقرير بمعنى: لجعل هؤلاء الكفرة الذين يخالفونك وراء ظهرك ولا تهتم بهم، فقد انتقم الله من أولئك الأقوياء الشداد، فيكف هؤلاء و { الجنود } الجموع المعدة للقتال، والجري نحو غرض واحد، وناب { فرعون } في الذكر مناب قومه وآله، إذ كان رأسهم و { فرعون وثمود } في موضع خفض على البدل من { الجنود } ، ثم ترك القول بحالة، وأضرب عنه إلى الإخبار بأن هؤلاء الكفار بمحمد عليه السلام وشرعه لا حجة لهم عليه ولا برهان بل هو تكذيب مجرد سببه الحسد، ثم توعدهم بقوله: { والله من ورائهم محيط } ، أي وعذاب الله ونقمته، وقوله: { من ورائهم } ، معناه: ما يأتي بعد كفرهم وعصيانهم، ثم أعرض عن تكذيبهم مبطلاً له ورداً عليه، أنه { قرآن مجيد } أي مذمة فيه، وهذا مما تقدم من وصف الله تعالى بالمجد والتمجد، وقرأ ابن السميفع اليماني " قرآنُ مجيدٍ " على الإضافة، وأن يكون الله تعالى، هو المجيد، و " اللوح ": هو اللوح المحفوظ الذي فيه جميع الأشياء، وقرأ خفض القراء: " في لوحٍ محفوظٍ " بالخفض صفة لـ { لوح } المشهور بهذه الصفة، وقرأ نافع وحده بخلاف عنه وابن محيصن والأعرج: " محفوظٌ " بالرفع صفة القرآن على نحو قوله تعالى:وإنا له لحافظون } [الحجر: 9]، أي هو محفوظ في القلوب، لا يدركه الخطأ والتعديل، وقال أنس: إن اللوح المحفوظ هو في جبهة إسرافيل، وقيل: هو من درة بيضاء قاله ابن عباس، وهذا كله مما قصرت به الأسانيد، وقرأ ابن السميفع: " في لُوح " بضم اللام.

نجز تفسير { البروج } والحمدلله رب العالمين.