الرئيسية - التفاسير


* تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز/ ابن عطية (ت 546 هـ) مصنف و مدقق


{ قۤ وَٱلْقُرْآنِ ٱلْمَجِيدِ } * { بَلْ عَجِبُوۤاْ أَن جَآءَهُمْ مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ } * { أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ } * { قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ ٱلأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ } * { بَلْ كَذَّبُواْ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ فَهُمْ فِيۤ أَمْرٍ مَّرِيجٍ } * { أَفَلَمْ يَنظُرُوۤاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ } * { وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } * { تَبْصِرَةً وَذِكْرَىٰ لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ }

قال ابن عباس: { ق } اسم من أسماء القرآن. وقال أيضاً اسم من أسماء الله تعالى. وقال قتادة والشعبي: هو اسم السورة، وقال يزيد وعكرمة ومجاهد والضحاك: هم اسم الجبل المحيط بالدنيا، وهو فيما يزعمون من زمردة خضراء، منها خضرة السماء وخضرة البحر. و { المجيد } الكريم في أوصافه الذي جمع كل معلوة.

و: { ق } على هذه الأقوال: مقسم به وبـ { القرآن المجيد } ، وجواب القسم منتظر. واختلف الناس فيه، فقال ابن كيسان جوابه:ما يلفظ من قول } [ق: 18]، وقيل الجواب:إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب } [ق: 37] وقال الزهراوي عن سعيد الأخفش الجواب: { قد علمنا ما تنقص الأرض منهم } وضعفه النحاس، وقال الكوفيون من النحاة الجواب: { بل عجبوا } ، والمعنى: لقد عجبوا. قال منذر بن سعيد: إن جواب القسم في قوله:ما يبدل القول لدي } [ق: 29]، وفي هذه الأقوال تكلف وتحكم على اللسان.

وقال الزجاج والمبرد والأخفش: الجواب مقدر تقديره: { ق } ، { والقرآن المجيد } لتبعثن، وهذا قول حسن وأحسن منه: أن يكون الجواب الذي يقع عنه الإضراب بـ { بل } ، كأنه قال. { ق والقرآن المجيد } ما ردوا أمرك بحجة، أو ما كذبوك ببرهان، ونحو هذا مما لا بد لك من تقديره بعد الذي قدر الزجاج، لأنك إذا قلت الجواب: لتبعثن فلا بد بعد ذلك أن يقدر خبر عنه يقع الإضراب، وهذا الذي جعلناه جواباً وجاء المقدر أخصر. وقال جماعة من المفسرين في قوله: { ق } إنه حرف دال على الكلمة، على نحو قول الشاعر [الوليد بن المغيرة]: [الرجز]

قلت لها قفي فقالت قاف   
واختلفوا بعد، فقال القرطبي: هو دال على أسماء الله تعالى هي: قادر، وقاهر، وقريب، وقاض، وقابض، وقيل المعنى: قضي الأمر من رسالتك ونحوه، { والقرآن المجيد } ، فجواب القسم في الكلام الذي يدل عليه قاف. وقال قوم المعنى: قف عند أمرنا. وقيل المعنى: قهر هؤلاء الكفرة، وهذا أيضاً وقع عليه القسم ويحتمل أن يكون المعنى: قيامهم من القبور حق، { والقرآن المجيد } ، فيكون أول السورة من المعنى الذي اطرد بعد، وعلى هذه الأقوال فثم كلام مضمر عنه وقع الإضراب، كأنه قال: ما كذبوك ببرهان، ونحو هذا مما يليق مظهراً.

وقرأ جمهور من القراء { ق } بسكون الفاء. قال أبو حاتم: ولا يجوز غيرها إلا جواز سوء.

قال القاضي أبو محمد: وهذه القراءة تحسن مع أن يكون { ق } حرفاً دالاً على كلمة. وقرأ الثقفي وعيسى: قاف بفتح الفاء، وهذه تحسن مع القول بأنها اسم للقرآن أو لله تعالى، وكذلك قرأ الحسن وابن أبي إسحاق بكسر الفاء، وهي التي في رتبة التي قبلها في أن الحركة للالتقاء وفي أنها اسم للقرآن. و { المجيد } الكريم الأوصاف الكثير الخير.

السابقالتالي
2 3