{ الذين } نعت للعباد في قوله تعالى:{ يا عباد } [الزخرف: 68]. ثم ذكر أمره إياهم بدخول الجنة هم وأزواجهم. و: { تحبرون } معناه: تنعمون وتسرون. والحبرة: السرور. والأكواب: ضرب من الأواني كالأباريق، إلا أنها لا آذان لها ولا مقابض. وقرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر وشيبة: " ما تشتهيه " بإثبات الهاء الأخيرة وكذلك في مصحف المدينة ومصاحف الشام، وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم والجمهور: " ما تشتهي " بحذف الهاء، وكذلك وقع في أكثر المصاحف وحذفها من الصلة لطول القول حسن، وكذلك كثر في التنزيل كقوله تعالى:{ أهذا الذي بعث الله } [الفرقان: 41] وفي قوله:{ وسلام على عباده الذين اصطفى } [النمل: 58] وغير ذلك، وفي مصحف ابن مسعود: " ما تشتهيه الأنفس وتلذه الأعين ". وقوله تعالى: { أورثتموها بما كنتم تعملون } ليس المعنى أن الأعمال أوجبت على الله إدخالهم الجنة، وإنما المعنى: أن حظوظهم منها على قدر أعمالهم، وأما نفس دخول الجنة وأن يكون من أهلها فبفضل الله وهداه.