أمر الله تعالى نبيه بالدعاء ورد الحكم إلى عدله، ومعنى هذا الأمر تضمن الإجابة، و { اللهم } عند سيبويه منادى، وكذلك عند الكوفيين، إلا أنه خالفهم في هذه الميم المشددة. فقال سيبويه: هي عوض من حرف النداء المحذوف إيجازاً، وهي دلالة على أن ثم ما حذف. وقال الكوفيون: بل هو فعل اتصل بالمكتوبة وهو: أم، ثم حذفت الهمزة تخفيفاً، فكأن معنى { اللهم }: بالله أم بفضلك ورحمتك. و: { فاطر } منادى مضاف، أي { فاطر السماوات }. و { الغيب }: ما غاب عن البشر. و { الشهادة }: ما شاهدوه: ثم أخبر تعالى عن سوء حال الكفرة يوم القيامة، وأن ما ينزل بهم لو قدروا على الافتداء منه بضعف الدنيا بأسرها لفعلوا. وقوله: { وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون } أي كانت ظنونهم في الدنيا متفرقة متنوعة حسب ضلالتهم وتخيلاتهم فيما يعتقدونه، فإذا عاينوا العذاب يوم القيامة وقصرت به حالاتهم ظهر لكل واحد ما كان يظن. وقال سفيان الثوري: ويل لأهل الرياء من هذه الآية. وقال عكرمة بن عمار جزع ابن المنكدر عند الموت فقيل له ما هذا؟ فقال أخاف هذه الآية { وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون }. { وحاق } معناه: نزل وثبت ولزم. وقوله: { ما كانوا } هو على حذف مضاف تقديره: { وحاق بهم } جزاء { ما كانوا به يستهزئون }.