الرئيسية - التفاسير


* تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز/ ابن عطية (ت 546 هـ) مصنف و مدقق


{ وَآيَةٌ لَّهُمُ ٱلأَرْضُ ٱلْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ } * { وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ ٱلْعُيُونِ } * { لِيَأْكُلُواْ مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ } * { سُبْحَانَ ٱلَّذِي خَلَق ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ ٱلأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ }

{ وآية } معناه علامة على الحشر وبعث الأجساد، والضمير في { لهم } يراد به كفار قريش، وقرأ نافع وشيبة وأبو جعفر، " الميِّتة " بكسر الياء وشدها، وقرأ أبو عمرو وعاصم " الميْتة " بسكون الياء، وإحياؤها بالمطر، وقرأ جمهور الناس " من ثَمَره " بفتح الثاء والميم، وقرأ طلحة وابن وثاب وحمزة والكسائي " من ثُمُرة " بضمهما، وقرأ الأعمش " من ثُمْره " بضم الثاء وسكون الميم، والضمير في { ثمره } قالت فرقة هو عائد على الماء الذي يتضمنه قوله { وفجرنا فيها من العيون } لأن التقدير ماء، وقالت فرقة هو عائد على جميع ما تقدم مجملاً، كأنه قال: من ثمر ما ذكرنا، وقال أبو عبيدة: هو من باب أن يذكر الإنسان شيئين أو ثلاثة ثم يعيد الضمير على واحد ويكني عنه، كما قال الشاعر، وهو الأزرق بن طرفة بن العمرد القارضي الباهلي: [الطويل]

رماني بذنب كنت منه ووالدي   بريئاً ومن أجل الطويّ رماني
قال القاضي أبو محمد: وهذا وجه في الآية ضعيف، و { ما } في قوله تعالى: { وما عملته أيديهم } قال الطبري: هي اسم معطوف على الثمر أي يقع الأكل من الثمر ومما عملته الأيدي بالغرس والزراعة ونحوه، وقالت فرقة: هي مصدرية وقيل هي نافية، والتقدير أنهم يأكلون من ثمره وهي شيء لم تعمله أيديهم بل هي نعمة من الله عليهم، وقرأ جمهور الناس " عملته " بالهاء الضمير، وقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر وطلحة وعيسى " عملت " بغير ضمير، ثم نزه نفسه تعالى تنزيهاً مطلقاً في كل ما يلحد به ملحد أو يشرك مشرك، و { الأزواج } الأنواع من جميع الأشياء، وقوله تعالى: { ومما لا يعلمون } نظير قولهويخلق ما لا تعلمون } [النمل: 8].