الرئيسية - التفاسير


* تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز/ ابن عطية (ت 546 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } * { وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ عَنِ ٱلصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ } * { وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّواْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }

هذا تبوبيخ لهم كأنه قال: أم سألتهم مالاً فقلقوا بذلك واستثقلوا من أجله، وقرأ حمزة والكسائي " خراجاً فخراج " وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم " خرجاً فخراج " وقرأ ابن عامر " خرجاً فخرج " وهو المال الذي يجيء ويؤتى به لأوقات محدودة، قال الأصمعي: الخرج الجعل مرة واحدة والخراج ما تردد لأوقات ما، ع وهذا فرق استعمالي وإلا فهما في اللغة بمعنى، وقد قرىء " خراجاً " في قصة ذي القرنين وقوله { فخراج ربك } يريد ثوابه سماه " خراجاً " من حيث كان معادلاً للخراج في هذا الكلام، ويحتمل أن يريد { فخراج ربك } رزق ربك ويؤيد هذا قوله { وهو خير الرازقين } ، و { الصراط } المستقيم، دين الإسلام و { ناكبون } معناه عادلون ومعرضون ثم أخبر تعالى عنهم أنهم لو زال عنهم القحط ومنَّ الله عليهم بالخصب ورحمهم بذلك لبقوا على كفرهم و { لجوا في طغيانهم } ، وهذه الآية نزلت في المرة التي أصابت قريشاً فيها السنون المجدبة والجوع الذي دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله " اللهم سبعاً كسني يوسف " الحديث.