الرئيسية - التفاسير


* تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز/ ابن عطية (ت 546 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَعَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } * { وَجَعَلْنَا ٱلسَّمَآءَ سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }

" الرواسي " جمع راسية أي ثابتة يقال رسا يرسو إذا ثبت واستقر ولا يستعمل إلا في الأجرام الكبار كالجبال والسفينة ونحوه، ويروى أن الأرض كانت تكفأ بأهلها حتى ثقلها الله تعالى بالجبال فاستقرت، و " الميد " التحرك، و " الفجاج " الطرق المتسعة في الجبال وغيرها، و { سبلاً } جمع سبيل، والضمير في قوله تعالى: { فيها } يحتمل أن يعود على الرواسي ويحتمل أن يعود على { الأرض } وهو أحسن، و { يهتدون } معناه في مسالكهم وتصرفهم، و " السقف " ما علا، و " الحفظ " هنا عام في الحفظ من الشياطين ومن الرمي وغير ذلك من الآفات، و { آياتها } كواكبها وأمطارها، والرعد والبرق والصواعق وغير ذلك مما يشبه، وقرأت فرقة " وهم عن آيتها " بالإفراد الذي يراد به الجنس، و " الفلك " الجسم الدائر دورة اليوم والليلة فالكل في ذلك سابح متصرف، وعن بعض المفسرين أن الكلام فيما هو الفلك فقال بعضهم كحديد الرحى، وقال بعضهم كالطاحونة، مما لا ينبغي التسور عليه، غير أنا نعرف أن الفلك جسم يستدير. و { يسبحون } معناه يتصرفون، وقالت فرقة " الفلك " موج مكفوف ورأوا قوله { يسبحون } من السباحة وهو العوم.