الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ تَنَزَّلُ ٱلْمَلاَئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ } * { سَلاَمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ }

قوله عزّ وجلّ: { تَنَزَّلُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ وَٱلرُّوحُ } ، يعني جبريل عليه السلام معهم، { فيها } ، أي في ليلة القدر، { بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ } ، أي بكل أمر من الخير والبركة، كقوله:يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ } [الرعد: 11] أي بأمر الله. { سَلَـٰمٌ } ، قال عطاء: يريد: سلامٌ على أولياء الله وأهل طاعته. وقال الشعبي: هو تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد من حين تغيب الشمس إلى أن يطلع الفجر. وقال الكلبي: الملائكة ينزلون فيها كلما لقوا مؤمناً أو مؤمنة سلَّموا عليه من ربه حتى يطلع الفجر. وقيل: تم الكلام عند قوله: { بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ } ثم ابتدأ فقال: { سَلَـٰمٌ هِىَ } ، أي: ليلة القدر سلامٌ وخيرٌ كلُّها، ليس فيها شر. قال الضحاك: لا يُقدِّر الله في تلك الليلة ولا يقضي إلا السلامةَ. وقال مجاهد: يعني أن ليلة القدر سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا، ولا أن يحدث فيها أذى. { حَتَّىٰ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ } ، أي: إلى مطلع الفجر، قرأ الكسائي " مَطْلِع " بكسر اللام، والآخرون بفتحها وهو الاختيار بمعنى الطلوع على المصدر، يقال: طلع الفجر طُلوعاً ومطلعاً، والكسر موضع الطلوع.