الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ } * { وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ } * { وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } * { إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ } * { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ } * { وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ }

{ وَٱلْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ } ، أي يغشى النهار بظلمة فيذهب بضوئه. { وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ } ، بان وظهر من بين الظلمة. { وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } ، يعني: ومن خلق، قيل: هي " ما " المصدرية أي: وخلق الذكر والأنثى قال مقاتل والكلبي: يعني آدم وحواء. وفي قراءة ابن مسعود وأبي الدرداء: والذكر والأنثى وجواب القسم قوله: { إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ } ، إن أعمالكم لمختلفة فساعٍ في فكاك نفسه وساعٍ في عطبها. روى أبو مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلُّ الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقُها أو مُوبِقُها ". { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ } ، ماله في سبيل الله، { وَٱتَّقَىٰ } ، ربه. { وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ } ، قال أبو عبد الرحمن والضحاك: وصدّق بلا إله إلا الله، وهي رواية عطية عن ابن عباس. وقال مجاهد: بالجنة دليله: قوله تعالى: { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ } يعني الجنة. وقيل: " صدّق بالحسنى ": أي بالخلف، أي أيقن أن الله تعالى سيخلفه. وهي رواية عكرمة عن ابن عباس. وقال قتادة ومقاتل والكلبي: بموعود الله عزّ وجلّ الذي وعده أن يثيبه.