الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ } * { أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ } * { ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْمَرْحَمَةِ } * { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ } * { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ } * { عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ }

{ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ } ، أي ذا قرابة يريد يتيماً بينك وبينه قرابة. { أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ } ، قد لصق بالتراب من فقره وضره. وقال مجاهد عن ابن عباس: هو المطروح في التراب لا يقيه شيء، و " المتربة " مصدر تَرِبَ يَتْرَبُ تَرَباً ومَتْرَبَة إذا افتقر. { ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ } ، بين أن هذا القُرَبَ إنما تنفع مع الإيمان، وقيل: " ثم " بمعنى الواو، { وَتَوَاصَوْاْ } ، أوصى بعضهم بعضاً، { بِٱلصَّبْرِ } ، على فرائض الله وأوامره، { وَتَوَاصَواْ بِٱلْمَرْحَمَةِ } ، برحمة الناس. { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ * وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ * عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةُ } مطبقة عليهم أبوابها لا يدخل فيها رَوْح ولا يخرج منها غم. قرأ أبو عمرو وحمزة وحفص: بالهمزة ها هنا، وفي الهُمَزَة وقرأ الآخرون بلا همز وهما لغتان، يقال: آصدت الباب وأوصدته إذا أغلقته وأطبقته، وقيل: معنى الهمز المطبقة وغير الهمزة المغلقة.