الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِٱللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ }

قوله تعالى: { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } الآية، وسبب نزول هذه الآية على ما قال الكلبي ومقاتل وقتادة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسير في غزوة تبوك وبين يديه ثلاثة نفر من المنافقين، اثنان يستهزئان بالقرآن والرسول، والثالث يضحك. قيل: كانوا يقولون: إن محمداً يزعم أنه يغلب الروم ويفتح مدائنهم ما أبعده من ذلك! وقيل: كانوا يقولون: إن محمداً يزعم أنه نزل في أصحابنا المقيمين بالمدينة قرآن، وإنما هو قوله وكلامه، فأَطلعَ الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك فقال: احبسوا عليَّ الركب، فدعاهم وقال لهم: قلتم كذا وكذا، فقالوا: إنما كنا نخوض ونلعب، أي كنا نتحدث ونخوض في الكلام كما يفعل الركب لقطع الطريق بالحديث واللعب. " قال عمر: فلقد رأيت عبدالله بن أُبي يشتد قدام رسول الله صلى الله عليه وسلم والحجارة تنكبه وهو يقول إنّما كنّا نخوض ونلعب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: أبا للّهِ وآياته ورسولهِ كنتم تستهزؤون، ما يلتفت إليه ولا يزيد عليه ". قوله تعالى: { قُلْ } ، أي: قل يامحمد للمنافقين، { أَبِٱللَّهِ وَءَايَـٰتِهِ } ، كتابه، { وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ }.