الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ } * { وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ } * { وَٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلْمَرْعَىٰ }

{ ٱلَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ } ، قال الكلبي: خلق كل ذي روح فسوَّى اليدين والرجلين والعينين. وقال الزجَّاج: خلق الإنسان مستوياً، ومعنى " سوَّى ": عدل قامته. { وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ } ، قرأ الكسائي: " قَدَر " بتخفيف الدال، وشددها الآخرون، وهما بمعنىً واحدٍ. قال مجاهد: هدى الإنسان لسبيل الخير والشر، والسعادة والشقاوة، وهدى الأنعام لمراتعها. وقال مقاتل والكلبي: قدر لكل شيء مسلكه " فهدى ": عرّفها كيف يأتي الذكر الأنثى. وقيل: قدر الأرزاق وهدى لاكتساب الأرزاق والمعاش. وقيل: خلق المنافع في الأشياء وهدى الإنسان لوجه استخراجها منها. وقال السدي: قدر مدة الجنين في الرحم ثم هداه للخروج من الرحم. قال الواسطي: قدر السعادة والشقاوة عليهم، ثم يسر لكل واحد من الطائفتين سلوك سبيل ما قدر عليه. { وَٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلْمَرْعَىٰ } ، أنبت العشب وما ترعاه النَّعَم، من بين أخضر وأصفر وأحمر وأبيض. { فَجَعَلَهُ } ، بعد الخضرة، { غُثاءً } ، هشيماً بالياً، كالغثاء الذي تراه فوق السيل. { أَحْوَى } ، أسود بعد الخضرة، وذلك أن الكلأ إذا جف ويبس اسودَّ.