الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلطَّارِقُ } * { ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ } * { إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ }

{ وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ } قال الكلبي: نزلت في أبي طالب وذلك " أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأَتحفه بخبز ولبن، فبينما هو جالس يأكل إذ انحط نجم فامتلأ ماءً ثم ناراً، ففزع أبو طالب وقال: أي شيء هذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا نجم رُمي به وهو آية من آيات الله عزّ وجلّ فعجب أبو طالب، فأنزل الله عزّ وجلّ: { وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ } " وهذا قسم، و " الطارق " النجم يظهر بالليل، وما أتاك ليلاً فهو طارق. { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلطَّارِقُ }؟ ثم فسَّره فقال: { ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ } ، أي المضيء المنير، قال مجاهد: المتوهج، قال ابن زيد: أراد به الثريا، والعرب تسميه النجم. وقيل: هو زُحَل سُمي بذلك لارتفاعه، تقول العرب للطائر إذا لحق ببطن السماء ارتفاعاً: قد ثقب. { إِن كُلُّ نَفْسٍ } ، جواب القسم، { لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ } ، قرأ أبو جعفر وابن عامر وعاصم وحمزة: " لما " بالتشديد يعنون: ما كل نفس إلا عليها حافظ، وهي لغة هذيل يجعلون " لما " بمعنى " إلا " يقولون: نشدتك الله لما قمت، أي إلاّ قمت. وقرأ الآخرون بالتخفيف جعلوا " ما " صلة، مجازه: إن كل نفس لعليها حافظ من ربها وتأويل الآية: كل نفس عليها حافظ من ربها يحفظ عملها ويحصي عليها ما تكتسب من خير وشر. قال ابن عباس: هم الحفظة من الملائكة. قال الكلبي: حافظ من الله يحفظها ويحفظ قولها وفعلها حتى يدفعها ويسلمها إلى المقادير، ثم يخلّى عنها.