الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلْوَقُودِ } * { إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ } * { وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ } * { وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ } * { ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }

{ ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلْوَقُودِ } ، بدل من الأخدود، قال الربيع بن أنس: نجّى الله المؤمنين الذين ألقوا في النار بقبض أرواحهم قبل أن تمسهم النار وخرجت النار إلى من على شفير الأخدود من الكفار فأحرقتهم. { إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ } ، أي: عند النار جلوس لتعذيب المؤمنين. قال مجاهد: كانوا قعوداً على الكراسي عند الأخدود. { وَهُمْ } ، يعني الملك وأصحابه الذين خدّوا الأخدود، { عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ } ، من عرضهم على النار وإرادتهم أن يرجعوا إلى دينهم، { شُهُودٌ } حضور، وقال مقاتل: يعني يشهدون أن المؤمنين في ضلال حين تركوا عبادة الصنم. { وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ } قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما كرهوا منهم، { إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ } ، قال مقاتل ما عابوا منهم. وقيل: ما علموا فيهم عيباً. قال الزجاج: ما أنكروا عليهم ذنباً إلا إيمانهم بالله، { ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ }. { ٱلَّذِى لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ } ، من أفعالهم، { شَهِيدٌ }.