الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ فِيۤ أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ } * { كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ } * { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ } * { كِرَاماً كَاتِبِينَ } * { يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } * { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } * { وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ } * { يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ ٱلدِّينِ } * { وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } * { ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } * { يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَٱلأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ }

{ كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ } ، قرأ أبو جعفر بالياء، وقرأ الآخرون بالتاء لقوله: { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَـٰفِظِينَ } ، { بِٱلدِّينِ } ، بالجزاء والحساب. { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَـٰفِظِينَ } ، رقباء من الملائكة يحفظون عليكم أعمالكم. { كِرَاماً } على الله، { كَـٰتِبِينَ } ، يكتبون أقوالكم وأعمالكم. { يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } ، من خير أو شر. قوله عزّ وجلّ: { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } الأبرار الذين بروا وصدقوا في إيمانهم بأداء فرائض الله عزّ وجلّ واجتناب معاصيه. { وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ } ، روي أن سليمان بن عبد الملك قال لأبي حازم المدني: ليت شعري مالنا عند الله؟ قال: اعرض عملك على كتاب الله فإنك تعلم مالك عند الله؟ فقال: فأين أجد في كتاب الله؟ فقال عند قوله: { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ }. قال سليمان فأين رحمة الله؟ قال:قَرِيبٌ مِّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ } [الأعراف: 56]. قوله عزّ وجلّ: { يَصْلَوْنَهَا يَوْمِ ٱلدِّين } ، يدخلونها يوم القيامة { وَمَا هُمَ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ }. ثم عظَّم ذلك اليوم، فقال: { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } ، ثم كرر تعجباًً لشأنه فقال: { ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ * يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ } ، قرأ أهل مكة والبصرة " يومُ " برفع الميم رداً على اليوم الأول، وقرأ الآخرون بنصبها أي: في يوم يعني: هذه الأشياء في يوم لا تملك { نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً } ، قال مقاتل: يعني لنفس كافرة شيئاً من المنفعة، { وَٱلأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لله } ، أي لم يُملّكِ الله في ذلك اليوم أحداً شيئاً كما ملّكهم في الدنيا.