الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ } * { بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } * { وَإِذَا ٱلصُّحُفُ نُشِرَتْ } * { وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ كُشِطَتْ }

{ وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ } ، وهي الجارية المدفونة حية سميت بذلك لما يطرح عليها من التراب فيؤدها، أي يثقلها حتى تموت وكانت العرب تدفن البنات حية مخافة العار والحاجة، يقال: أود هذا ليس بصحيح من حيث البناء لأن المؤودة من الوأد لا من الأود يقال: وَأَدَ يئدُ وأداً، فهو وائد والمفعول موؤد. روى عكرمة عن ابن عباس: كانت المرأة في الجاهلية إذا حملت وكان أوان ولادتها حفرت حفرة فتمخضت على رأس الحفرة، فإن ولدت جارية رمت بها في الحفرة، وإن ولدت غلاماً حبسته. { بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } ، قرأ العامة على الفعل المجهول فيهما، وأبو جعفر يقرأ: " قتِّلت " بالتشديد، ومعناه تُسْأَل المؤودة، فيقال لها: بِأيِّ ذَنبٍ قُتِلَتِ؟ ومعنى سؤالها توبيخ قاتلها لأنها تقول: قُتلتُ بغير ذنب. وروي أن جابر بن زيد كان يقرأ: { وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } ، ومثله قرأ أبو الضحى. { وَإِذَا ٱلصُّحُفُ نُشِرَتْ } ، قرأ أهل المدينة والشام وعاصم ويعقوب: " نشرت " بالتخفيف، وقرأ الآخرون بالتشديد، كقوله:يُؤْتَىٰ صُحُفاً مُّنَشََّرَةً } [المدثر: 52]، يعني صحائف الأعمال تنتشر للحساب. { وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ كُشِطَتْ } ، قال الفرَّاء: نزعت فطويت. وقال الزجاج: قلعت كما يقلع السقف. وقال مقاتل: تكشف عمن فيها. ومعنى " الكشط " رفعك شيئاً عن شيء قد غطاه كما يكشط الجلد عن السنام.