الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا ٱلْجَحِيمُ سُعِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ } * { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ } * { فَلاَ أُقْسِمُ بِٱلْخُنَّسِ } * { ٱلْجَوَارِ ٱلْكُنَّسِ } * { وَٱللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ } * { وَٱلصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ } * { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ }

{ وَإِذَا ٱلْجَحِيمُ سُعِّرَتْ } ، قرأ أهل المدينة والشام وحفص عن عاصم: " سُعِّرت " بالتشديد، وقرأ الباقون بالتخفيف أي: أوقدت لأعداء الله. { وَإِذَا ٱلْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ } ، قُرّبت لأولياء الله. { عَلِمَتْ } عند ذلك { نَفْسٌ } أي: كل نفس { مَّآ أَحْضَرَتْ } من خير أو شر، وهذا جواب لقوله: { إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } وما بعدها. قوله عزّ وجلّ: { فَلاَ أُقْسِمُ بِٱلْخُنَّسِ } ، " لا " زائدة معناه: أقسم بالخنس، { ٱلْجَوَارِ ٱلْكُنَّسِ } قال قتادة: هي النجوم تبدو بالليل وتخنس بالنهار، فتُخفى فلا تُرى. وعن علي أيضاً: أنها الكواكب تخنس بالنهار فلا ترى، وتكنس تأوي إلى مجاريها. وقال قوم: هي النجوم الخمسة: زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد، تخنس في مجراها أي: ترجع وراءها وتكنس: تستتر وقت اختفائها وغروبها، كما تكنس الظباء في مغارها. وقال ابن زيد: معنى " الخنس " أنها تخنس أي: تتأخر عن مطالعها في كل عام تأخراً تتأخره عن تعجيل ذلك الطلوع، تخنس عنه. و " الكُنَّس " أي تكنس بالنهار فلا ترى. وروى الأعمش عن إبراهيم عن عبد الله أنها هي الوحش. وقال سعيد بن جبير: هي الظباء. وهي رواية العوفي عن ابن عباس. وأصل الخنوس: الرجوع إلى وراء، والكنوس: أن تأوي إلى مكانسها، وهي المواضع التي تأوي إليها الوحوش. { وَٱلَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ } ، قال الحسن: أقبل بظلامه. وقال الآخرون: أدبر. تقول العرب: عسعس الليل وسعسع: إذا أدبر ولم يبق منه إلا اليسير. { وَٱلصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ } ، أقبل وبدا أوله وقيل امتد ضوءه وارتفع. { إِنَّهُ } ، يعني القرآن، { لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } ، يعني جبريل أي: نزل به جبريل عن الله تعالى.