الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ } * { أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰ } * { أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ } * { فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ } * { وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّىٰ } * { وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ } * { وَهُوَ يَخْشَىٰ } * { فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ } * { كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ } * { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } * { فَي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ }

{ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ } ، يتطهر من الذنوب بالعمل الصالح وما يتعلمه منك، وقال ابن زيد: يسلم. { أَوْ يَذَّكَّرُ } يتعظ، { فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰ } ، الموعظة قرأ عاصم: " فتنفعه " بنصب العين على جواب " لعل " بالفاء وقراءة العامة بالرفع نسقاً على قوله: " يذكر ". { أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ } ، قال ابن عباس: عن الله وعن الإيمان بما له من المال. { فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ } ، تتعرض له وتقبل عليه وتصغي إلى كلامه، وقرأ أهل الحجاز: " تَصَّدّى " بتشديد الصاد على الإدغام، أي: تتصدى، وقرأ الآخرون بتخفيف الصاد على الحذف. { وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّىٰ } ، لا يؤمن ولا يهتدي، إن عليك إلاّ البلاغ. { وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ } ، يمشي يعني: ابن أم مكتوم. { وَهُوَ يَخْشَىٰ } ، الله عزّ وجل. { فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ } ، تتشاغل وتعرض عنه. { كلاَّ } ، زجر أي لا تفعل بعدها مثلها، { إِنَّهَا } يعني هذه الموعظة. وقال مقاتل: آيات القرآن. { تَذْكِرَةٌ } ، موعظة وتذكير للخلق. { فَمَن شَآءَ } ، من عباد الله { ذَكَرَهُ } ، أي اتعظ به. وقال مقاتل: فمن شاء اللهُ ذكره وفهّمه واتعظ بمشيئته وتفهيمه، والهاء في " ذكره " راجعة إلى القرآن والتنزيل والوعظ. ثم أخبر عن جلالته عنده فقال: { فَي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ } ، يعني اللوح المحفوظ. وقيل: كتب الأنبياء عليهم السلام، دليله قوله تعالى:إِنَّ هَـٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ } [الأعلى:18- 19].