قوله تعالى: { وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ } أي: مالوا إلى الصلح، { فَٱجْنَحْ لَهَا } ، أي: مِلْ إليها وصالحهم. رُوي عن قتادة والحسن: أنّ هذه الآية منسوخة بقوله تعالى:{ فَٱقْتُلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } [براءة: 5]. { وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ } ثق بالله، { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }. { وَإِن يُرِيدُوۤاْ أَن يَخْدَعُوكَ } ، يغدروا ويمكروا بك. قال مجاهد: يعني: بني قريظة، { فَإِنَّ حَسْبَكَ ٱللَّهُ } ، كافيك الله، { هُوَ ٱلَّذِىۤ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِٱلْمُؤْمِنِينَ } ، أي: بالأنصار. { وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ } ، أي: بين الأوس والخزرج، كانت بينهم إحن وثارات في الجاهلية، فصيَّرهم الله إخواناً بعد أن كانوا أعداء، { لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِى ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مَّآ أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }. قوله تعالى: { يَـٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ حَسْبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } ، قال سعيد بن جبير: أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة وثلاثون رجلاً وستٌ نسوة، ثم أسلم عمر بن الخطاب فتم به الأربعون، فنزلت هذه الآية. واختلفوا في محل " مَن " ، فقال أكثر المفسرين محلَّه خفض، عطفاً على الكاف في قوله: { حَسْبُكَ الله } ، وحسب من اتبعك، وقال بعضهم: هو رفع عطفاً على اسم الله معناه: حسبك الله ومتبعوك من المؤمنين.