الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱلسَّابِقَاتِ سَبْقاً } * { فَٱلْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً }

{ فَٱلسَّـٰبِقَـٰتِ سَبْقاً } ، قال مجاهد: هي الملائكة تسبق ابن آدم بالخير والعمل الصالح. وقال مقاتل: هي الملائكة تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة. وعن ابن مسعود قال: هي أنفس المؤمنين تسبق إلى الملائكة الذين يقبضونها شوقاً إلى لقاء الله وكرامته، وقد عاينت السرور. وقال قتادة: هي النجوم يسبق بعضها بعضاً في السير. وقال عطاء: هي الخيل. { فَٱلْمُدَبِّرَٰتِ أَمْراً } ، قال ابن عباس: هم الملائكة وُكّلوا بأمور عرَّفَهم الله عزّ وجلّ العمل بها. قال عبد الرحمن بن سابط: يدبر الأمور في الدنيا أربعة: جبريل وميكائيل وملك الموت وإسرافيل عليهم السلام أما جبريل: فموكل بالريح والجنود، وأما ميكائيل: فموكل بالقطر والنبات، وأما ملك الموت: فموكل بقبض الأرواح، وأما إسرافيل: فهو ينزل بالأمر عليهم. وجواب هذه الأقسام محذوف على تقدير: لتبعثن ولتحاسبن. وقيل: جوابه قوله: " إن في ذلك لعبرة لمن يخشى ". وقيل: فيه تقديم وتأخير تقديره: يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة والنازعات غرقاً.