الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ كَأَنَّهُ جِمَٰلَتٌ صُفْرٌ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { هَـٰذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ } * { وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ جَمَعْنَٰكُمْ وَٱلأَوَّلِينَ } * { فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ فَكِيدُونِ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي ظِلاَلٍ وَعُيُونٍ } * { وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ } * { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيـۤئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُّجْرِمُونَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { وَإذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرْكَعُواْ لاَ يَرْكَعُونَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ }

{ كَأَنَّهُ } رد الكناية إلى اللفظ، { جِمَالَةٌ } ، قرأ حمزة والكسائي وحفص: " جمالة " على جمع الجمل مثل حجر وحجارة، وقرأ يعقوب بضم الجيم بلا ألف أراد: الأشياء العظام المجموعة، وقرأ الآخرون: " جمالات " بالألف وكسر الجيم على جمع الجمال، وقال ابن عباس رضي الله عنهما وسعيد بن جبير: هي حبال السفن يجمع بعضها إلى بعض، حتى تكون كأوساط الرجال، { صُفْرٌ } ، جمع الأصفر، يعني لون النار. وقيل: " الصفر " معناه: السود لأنه جاء في الحديث أن شرر نار جهنم أسود كالقير والعرب تسمي سود الإبل صفراً لأنه يشوب سوادها شيء من صفرة كما يقال لبيض الظباء: أدم لأن بياضها يعلوه كدرة. { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * هَـٰذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ } ، وفي القيامة مواقف، ففي بعضها يختصمون ويتكلمون وفي بعضها يختم على أفواههم فلا ينطقون. { وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ } ، رفع عطف على قوله: " يؤذن " قال الجنيد: أي لا عذر لمن أعرض عن مُنْعِمهِ وكفر بأياديه ونِعَمِه. { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ } ، بين أهل الجنة والنار، { جَمَعْنَاكُمْ وَٱلأَوَّلِينَ } ، يعني مكذبي هذه الأمة والأولين الذين كذبوا أنبياءهم. { فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ فَكِيدُونِ } ، قال مقاتل: إن كانت لكم حيلة فاحتالوا لأنفسكم. { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى ظِلَـٰلٍ } ، جمع ظل أي في ظلال الشجر، { وَعُيُونٍ } الماء. { وَفَوَٰكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ }. ويقال لهم: { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيـۤئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } ، في الدنيا بطاعتي. { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ }. ثم قال لكفار مكة: { كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلاً } ، في الدنيا، { إِنَّكُمْ مُّجْرِمُونَ } مشركون بالله عزّ وجلّ مستحقون للعذاب. { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * إذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرْكَعُواْ } صلُّوا { لاَ يَرْكَعُونَ } لا يصلُّون، وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: إنما يقال لهم هذا يوم القيامة حين يدعون إلى السجود فلا يستطيعون. { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ } بعد القرآن، { يُؤْمِنُونَ } إذا لم يؤمنوا به.