الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } * { وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَٱسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً } * { إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ يُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً } * { نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَآ أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً }

قوله عزّ وجلّ: { وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً * وَمِنَ ٱلَّيْلِ فَٱسْجُدْ لَهُ } ، يعني صلاة المغرب والعشاء، { وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً } ، يعني التطوع بعد المكتوبة. { إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ } ، يعني كفار مكة { يُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ } أي الدار العاجلة وهي الدنيا { وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ } يعني أمامهم، { يَوْماً ثَقِيلاً } ، شديداً وهو يوم القيامة. أي يتركونه فلا يؤمنون به ولا يعملون له. { نَّحْنُ خَلَقْنَـٰهُمْ وَشَدَدْنَا } ، قوّينا وأحكمنا، { أَسْرَهُمْ } ، قال مجاهد وقتادة ومقاتل: " أسرهم " أي: خلقهم، يقال رجل حسن الأسر أي الخلق. وقال الحسن: يعني أوصالهم شددنا بعضها إلى بعض بالعروق والعصب. وروي عن مجاهد في تفسير " الأَسر " قال: الشرج يعني موضع مَصْرَفَيّ البول والغائط إذا خرج الأذى تقبَّضا. { وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَآ أَمْثَـٰلَهُمْ تَبْدِيلاً } ، أي: إذا شئنا أهلكناهم. وأتينا بأشباههم فجعلناهم بدلاً منهم.