الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ بَلْ يُرِيدُ ٱلإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ } * { يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلْقِيَامَةِ } * { فَإِذَا بَرِقَ ٱلْبَصَرُ }

{ بَلْ يُرِيدُ ٱلإِنسَـٰنُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ } ، يقول لا يجهل ابن آدم أن ربه قادر على جمع عظامه لكنه يريد أن يفجر أمامه أي: يمضي قدماً على معاصي الله ما عاش راكباً رأسه لا ينزع عنها ولا يتوب، هذا قول مجاهد والحسن وعكرمة والسدي. وقال سعيد بن جبير: " ليفجر أمامه ": يقدم الذنب ويؤخر التوبة فيقول: سوف أتوب سوف أعمل حتى يأتيه الموت على شر أحواله وأسوأ أعماله. وقال الضحاك: هو الأمل يقول: أعيش فأصيب من الدنيا كذا وكذا ولا يذكر الموت. وقال ابن عباس وابن زيد: يكذّب بما أمامه من البعث والحساب. وأصل " الفجور ": الميل وسمي الفاسق والكافر: فاجراً لميله عن الحق. { يَسْـأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلْقِيَـٰمَةِ } ، أي متى يكون ذلك تكذيباً به. قال الله تعالى: { فَإِذَا بَرِقَ ٱلْبَصَرُ } ، قرأ أهل المدينة " بَرَقَ " بفتح الراء وقرأ الآخرون بكسرها وهما لغتان. قال قتادة ومقاتل: شخص البصر فلا يطرف مما يرى من العجائب التي كان يكذب بها في الدنيا. قيل: ذلك عند الموت. وقال الكلبي: عند رؤية جهنم برق أبصار الكفار. وقال الفراء والخليل " برق " - بالكسر - أي: فزع وتحيَّر لما يرى من العجائب، و " برَق " بالفتح أي: شق عينه وفتحها من البريق وهو التلألؤ.