الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ } * { تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ } * { كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ } * { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } * { وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلْفِرَاقُ }

{ وَوُجُوهٌ يَومَئِذٍ بَاسِرةٌ } ، عابسة كالحة مغبرة مسودة. { تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ } ، تستيقن أن يعمل بها عظيمة من العذاب، والفاقرة: الداهية العظيمة، والأمر الشديد يكسر فقار الظهر. قال سعيد بن المسيب: قاصمة الظهر. قال ابن زيد: هي دخول النار. وقال الكلبي: هي أن تحجب عن رؤية الرب عزّ وجلّ. { كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ } ، يعني النفس كناية عن غير مذكور { ٱلتَّرَاقِىَ } ، فحشرج بها عند الموت و " التراقي ": جمع الترقوة، وهي العظام بين ثغرة النحر والعاتق ويكنى ببلوغ النفس التراقي عن الإشراف على الموت. { وَقِيلَ } ، أي قال من حضره الموت: هل " من راق " هل من طبيب يرقيه ويداويه فيشفيه برقيته أو دوائه. وقال قتادة: التمسوا له الأطباء فلم يغنوا عنه من قضاء الله شيئاً. وقال سليمان التَّيمي ومقاتل بن سليمان: هذا من قول الملائكة يقول بعضم لبعض: من يرقى بروحه؟ فتصعد بها ملائكة الرحمة أوملائكة العذاب. { وظَنَّ } ، أيقن الذي بلغت روحه التراقي، { أَنَّهُ الفِرَاقُ } ، من الدنيا.