الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَخَسَفَ ٱلْقَمَرُ } * { وَجُمِعَ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ } * { يَقُولُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ ٱلْمَفَرُّ } * { كَلاَّ لاَ وَزَرَ } * { إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمُسْتَقَرُّ } * { يُنَبَّأُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ }

{ وَخَسَفَ ٱلْقَمَرُ } ، أظلم وذهب نوره وضوءه. { وجُمِعَ ٱلشَّمْسُ وٱلْقَمَرُ } ، أسودين مكورين كأنهما ثوران عقيران. وقيل: يجمع بينهما في ذهاب الضياء. وقال عطاء بن يسار: يجمعان يوم القيامة ثم يقذفان في البحر فيكونان نار الله الكبرى. { يَقُولُ ٱلإِنسَـٰنُ } ، أي الكافر المكذب { يَوْمَئِذٍ أَيْنَ ٱلْمَفَرُّ } ، أي: المهرب وهو موضع الفرار. وقيل: هو مصدر أي: أين الفرار. قال الله تعالى: { كَلاَّ لاَ وَزَرَ } ، لا حصن ولا حرز ولا ملجأ. وقال السدي: لا جبل وكانوا إذا فزعوا لجؤوا إلى الجبل فتحصنوا به. فقال اللهُ تَعالى: لا جبل يومئذ يمنعهم. { إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمُسْتَقَرُّ } ، أي مستقر الخلق. وقال عبد الله بن مسعود: المصير والمرجع نظيره: قوله تعالى:إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ } [العلق: 8]وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ } [آل عمران: 28]، [النور: 42]، [فاطر: 18]. وقال السدي: المنتهى، نظيره:وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلْمُنتَهَىٰ } [النجم: 42]. { يُنَبَّأُ ٱلإِنسَـٰنُ يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وأَخَّرَ } ، قال ابن مسعود وابن عباس: " بما قدم " قبل موته من عمل صالح وسيىء، وما أخر: بعد موته من سنة حسنة أو سيئة يعمل بها. وقال عطية عن ابن عباس: " بما قدم " من المعصية " وأخر " من الطاعة. وقال قتادة: بما قدم من طاعة الله وأخَّر من حق الله فضيَّعه. وقال مجاهد: بأول عمله وآخره. وقال عطاء: بما قدم في أول عمره وما أخر في آخر عمره. وقال زيد بن أسلم بما قدم من أمواله لنفسه وما أخر خلفه للورثة.