الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلِرَبِّكَ فَٱصْبِرْ } * { فَإِذَا نُقِرَ فِي ٱلنَّاقُورِ } * { فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ } * { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ } * { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } * { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً }

{ وَلِرَبِّكَ فَٱصْبِرْ } ، قيل: فاصبر على طاعته وأوامره ونواهيه لأجل ثواب الله. قال مجاهد: فاصبر لله على ما أوذيت. وقال ابن زيد: معناه حملت أمراً عظيماً محاربة العرب والعجم فاصبر عليه لله عزّ وجلّ. وقيل: فاصبر تحت موارد القضاء لأجل الله. { فَإِذَا نُقِرَ فِى النَّاقُور } ، أي: نفخ في الصور، وهو القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل يعني النفخة الثانية. { فذلك } ، يعني النفخ في الصور، { يَوْمَئِذٍ } ، يعني يوم القيامة، { يَوْمٌ عَسِيرٌ } ، شديد. { عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ } ، يعسر فيه الأمر عليهم، { غَيْرُ يَسِيرٍ } ، غير هين. قوله عزّ وجلّ: { ذَرْنِى وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } ، أي: خلقته في بطن أمه وحيداً فريداً لا مال له ولا ولد. نزلت في الوليد بن المغيرة المخزومي كان يسمى الوحيد في قومه. { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً }. أي: كثيراً. قيل: هو ما يمد بالنماء كالزرع والضرع والتجارة. واختلفوا في مبلغه، قال مجاهد وسعيد بن جبير: ألف دينار. وقال قتادة: أربعة آلاف دينار. وقال سفيان الثوري: ألف ألف دينار. وقال ابن عباس: تسعة آلاف مثقال فضة. وقال مقاتل: كان له بستان بالطائف لا تنقطع ثماره شتاءً ولا صيفاً. وقال عطاء عن ابن عباس: كان له بين مكة والطائف إبل وخيل ونَعَم وغنم، وكان له عير كثيرة وعبيد وجوارٍ. وقيل: مالاً ممدوداً غلة شهر بشهر.