الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلآ أُقْسِمُ بِرَبِّ ٱلْمَشَٰرِقِ وَٱلْمَغَٰرِبِ إِنَّا لَقَٰدِرُونَ } * { عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ خَيْراً مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ } * { فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ وَيَلْعَبُواْ حَتَّىٰ يُلَٰقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ } * { يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ } * { خَٰشِعَةً أَبْصَٰرُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ }

{ فَلاَ أُقْسِمُ بِرَبِّ ٱلْمَشَـٰرِقِ وَٱلْمَغَـٰرِبِ } ، يعني مشرق كل يوم من أيام السنة ومغربه، { إنَّا لَقَـٰدِرُونَ * عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ خَيْراً مِّنْهُمْ } على أن نخلق أمثل منهم وأطوع لله ورسوله، { ومَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ }. { فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ } ، في باطلهم، { ويَلْعبوا } ، في دنياهم، { حَتَّىٰ يُلَـٰقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِى يُوعَدُون } ، نسختها آية القتال. { يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ } ، من القبور، { سِرَاعاً } ، إلى إجابة الداعي، { كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ } ، قرأ ابن عامر وابن عباس وحفص: " نُصُبٍ " بضم النون والصاد، وقرأ الآخرون بفتح النون وسكون الصاد، يعنون إلى شيء منصوب، يقال: فلان نُصْبَ عيني. وقال الكلبي: إلى عَلَمٍ وراية. ومن قرأ بالضم. قال مقاتل والكسائي: يعني إلى أوثانهم التي كانوا يعبدونها من دون الله. كقوله:وَمَا ذُبِحَ عَلَى النّصبِ } [المائدة: 3]. قال الحسن: يسرعون إليها أيهم يتسلمها أولاً. { يُوفِضُون } ، يسرعون. { خاشعةً } ، ذليلة خاضعة { أَبْصَـٰرُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ } ، يغشاهم هوان، { ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِى كَانُواْ يوعَدُون } ، يعني يوم القيامة.