الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ } * { لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ }

{ سألَ سَآئِلٌ } قرأ أهل المدينة والشام: " سال " بغير همز وقرأ الآخرون بالهمز، فمن همز فهو من السؤال، ومن قرأ بغير همز قيل: هو لغة في السؤال، يقال: سال يسال مثل خاف يخاف، يعني سال يسال خفف الهمزة وجعلها ألفاً. وقيل: هو من السيل، والسايل وادٍ من أودية جهنم، يروى ذلك عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، والأول أصح. واختلفوا في الباء في قوله: " بعذاب " قيل: هو بمعنى " عن " كقوله:فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً } [الفرقان: 59] أي عنه خبيراً. ومعنى الآية: سأل سائل عن عذاب، { واقعٍ } ، نازل كائن على من ينزل ولمن ذلك العذاب فقال الله مبيناً مجيباً لذلك السائل: { لِّلْكَـٰفِرِينَ } ، وذلك أن أهل مكة لما خوفهم النبي صلى الله عليه وسلم بالعذاب قال بعضهم لبعض: مَنْ أهل هذا العذاب؟ ولمن هو؟ سلوا عنه محمداً فسألوه فأنزل الله: { سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ للكَافِرِين } أي: هو للكافرين، هذا قول الحسن وقتادة. وقيل: الباء صلة ومعنى الآية: دعا داع وسأل سائل عذاباً واقعاً للكافرين أي: على الكافرين، اللام بمعنى " على " ، وهو النضر بن الحارث حيث دعا على نفسه وسأل العذاب، فقال:ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ } الآية [الأنفال: 32]، فنزل به ما سأل يوم بدر فقتل صبراً وهذا قول ابن عباس ومجاهد: { لَيْسَ لَهُ } ، أي للعذاب، { دافِع } ، مانع.