الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَٰتٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَٰهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَٰتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ } * { أَوَ أَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ } * { أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ ٱللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَاسِرُونَ } * { أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَآ أَن لَّوْ نَشَآءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ }

{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَـٰتٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } ، يعني: المطر من السماء والنبات من الأرض. وأصل البركة: المواظبة على الشيء، أي: تابعنا عليهم المطر والنبات ورفعنا عنهم القحط والجدب، { وَلَـٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَـٰهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } ، من الأعمال الخبيثة. { أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ } ، الذين كفروا وكذّبوا، يعني: أهل مكة وما حولها، { أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا } ، عذابنا، { بَيَـٰتًا } ، ليلاً، { وَهُمْ نَآئِمُونَ }. { أَوَ أَمِنَ } قرأ أهل الحجاز والشام: " أوْ أمِنَ " بسكون الواو، والباقون بفتحها، { أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى } ، أي: نهاراً، والضحى: صدر النهار، وقت انبساط الشمس، { وَهُمْ يَلْعَبُونَ } ، ساهون لاهون. { أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ ٱللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَـٰسِرُونَ } ، ومكر الله استدراجه إيّاهم بما أنعم عليهم في دنياهم. وقال عطية: يعني أخذه وعذابه. { أَوَلَمْ يَهْدِ } ، قرأ قتادة ويعقوب: " نهد " بالنون على التعظيم، والباقون بالياء على التفريد، يعني: أوَ لم نبين، { لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِ } ، هلاك { أَهْلَهَا } ، الذين كانوا فيها قبلهم، { أَن لَّوْ نَشَآءُ أَصَبْنَـٰهُم } ، أخذناهم وعاقبناهم، { بِذُنُوبِهِمْ } كما عاقبنا من قبلهم، { وَنَطْبَعُ } ، نختم، { عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } ، الإيمان ولا يقبلون الموعظة، قال الزجاج: قوله { وَنَطْبَعُ على قُلُوبِهِمْ } منقطع عما قبله لأن قوله: { أَصَبْنَـٰهُم } ماض و { وَنَطْبَعُ } مستقبل.