الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } * { فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ } * { وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } * { قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } * { قَالَ يَٰقَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ }

{ أَوَعَجِبْتُمْ } ، ألف استفهام دخلت على واو العطف، { أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ } ، قال ابن عباس رضي الله عنهما: موعظة. وقيل: بيان. وقيل: رسالة. { عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ } ، عذاب الله إن لم تؤمنوا، { وَلِتَتَّقُواْ } ، أي: لكي تتّقوا الله، { وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } ، لكي ترحموا. { فَكَذَّبُوهُ } يعني: كذبوا نوحاً، { فَأَنجَيْنَـٰهُ } ، من الطوفان، { وَٱلَّذِينَ مَعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ } ، في السفينة، { وَأَغْرَقْنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـآيَـٰتِنَآ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ } ، أي: كفاراً. قال ابن عباس: عميت قلوبهم عن معرفة الله. قال الزجاج: عموا عن الحق والإيمان، يقال: رجلٌ عمٍ عن الحق وأعمى في البصر. وقيل: العمى والأعمى كالخضر والأخضر. قال مقاتل: عموات عن نزول العذاب بهم وهو الغرق. قوله تعالى: { وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا } ، أي: وأرسلنا إلى عاد - وهو عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام - وهي عاد الأولى " أَخاهم " في النسب لا في الدين، " هودًا " وهو هود بن عبدالله بن رباح بن الجلود بن عاد بن عوص، وقال ابن إسحاق: هود بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، { قَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } ، أفلا تخافون نقمته؟. { قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ } ، يا هود، { فِي سَفَاهَةٍ } ، في حمق وجهالة. قال ابن عباس رضي الله عنهما: تدعو إلى دين لا تعرفه، { وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ ٱلْكَـٰذِبِينَ } ، أنك رسول الله إلينا. { قَال } هود: { يَـٰقَوْمِ لَيْسَ بِى سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّى رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ }.