الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ } * { وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلآ أَنْفُسَهُمْ يَنصُرُونَ } * { وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ لاَ يَتَّبِعُوكُمْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَٰمِتُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَٱدْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }

قوله تعالى: { أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً } يعني: إبليس والأصنْام، { وَهُمْ يُخْلَقُونَ } ، أي: هم مخلوقون. { وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا } ، أي: الأصنام لا تنصر من أطاعها، { وَلآ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ } ، قال الحسن: لا يدفعون عن أنفسهم مكروه من أرادهم بكسر أو نحوه، ثم خاطب المؤمنين فقال: { وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ } ، وإن تدعوا المشركين إلى الإسلام، { لاَ يَتَّبِعُوكُمْ } ، قرأ نافع بالتخفيف، وكذلك:يَتَّبِعُهُمُ ٱلْغَاوُونَ } [الشعراء: 224]، وقرأ الآخرون بالتشديد فيهما وهما لغتان، يقال: تبعه تبعاً وأتبعه إتّباعاً. { سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ } ، إلى الدين، { أَمْ أَنتُمْ صَـٰمِتُونَ } ، عن دعائهم لا يؤمنون كما قال:سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } [البقرة: 6]، وقيل: " وإن تدعوهم إلى الهدى " ، يعني الأصنام، لا يتبعوكم لأنها غير عاقلة. { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } ، يعني الأصنام، { عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ } ، يريد أنها مملوكة أمثالكم. وقيل: أمثالكم في التسخير، أي: أنهم مُسخّرون مذلَّلون لَِمَا أريد منهم. قال مقاتل: قوله " عبادٌ أمثالكم " أراد به الملائكة، والخطاب مع قوم كانوا يعبدون الملائكة. والأول أصح. { فَٱدْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } ، أنها آلهة. قال ابن عباس: فاعبدوهم، هل يثيبونكم أو يجازونكم إن كنتم صادقين أن لكم عندها منفعة.