الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ ٱلرِّجْزُ قَالُواْ يٰمُوسَىٰ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا ٱلرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ } * { فَلَماَّ كَشَفْنَا عَنْهُمُ ٱلرِّجْزَ إِلَىٰ أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ } * { فَٱنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ }

{ وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ ٱلرِّجْزُ } ، أي: نزل بهم العذاب وهو ما ذكر الله عزّ وجلّ من الطوفان وغيره. وقال سعيد بن جبير: الرجز الطاعون، وهو العذاب السادس بعد الآيات [الخمس]، حتى مات منهم سبعون ألفاً في يوم أحد فأمسوا وهم لا يتدافنون، { قَالُوۤاْ } لموسى: { يَٰمُوسَى ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ } ، أي: بما أوصاك. قال عطاء: بما نَبَّأك. وقيل: بما عهد عندك من إجابة دعوتك { لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا ٱلرِّجْزَ } ، وهو الطاعون، { لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِىۤ إِسْرَٰءِيلَ }. أخبرنا أبو الحسن السرخسي ثنا زاهر بن أحمد ثنا أبو إسحاق الهاشمي ثنا أبو مصعب عن مالك عن محمد بن المنكدر عن أبي النضر مولى عمر بن عبيدالله عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنه سمعه يسأل أسامة بن زيد: أسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطاعون؟ فقال أسامة بن زيد: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الطاعونُ رجزٌ أُرْسِلَ على بني إسرائيل أو على مَنْ كان قَبْلَكُم، فإذا سمعتُم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه ". قوله عزّ وجلّ: { فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ ٱلرِّجْزَ إِلَىٰ أَجَلٍ هُم بَـٰلِغُوهُ } ، يعني: إلى الغرق في اليمّ، { إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ } ، ينقضون العهد. { فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَـٰهُمْ فِي ٱلْيَمِّ } ، يعني البحر، { بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِـآيَـٰتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَـٰفِلِينَ } ، أي: عن النقمة قبل حلولها غافلين. وقيل: معناه عن آياتنا معرضين.