الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } * { وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ } * { وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } * { تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ ٱلأَقَاوِيلِ } * { لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ }

{ إِنَّهُ } يعني القرآن، { لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } ، أي تلاوة رسول كريم، يعني محمداً صلى الله عليه وسلم. { وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ * وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } ، قرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب: " يؤمنون ويذكرون " ، بالياء فيهما، وقرأ الآخرون بالتاء، وأراد بالقليل نفي إيمانهم أصلاً كقولك لمن لا يزورك: قلما تأتينا، وأنت تريد: لا تأتينا أصلاً. { تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ * وَلَوْ تَقَوَّلَ } ، تخرَّص واختلق، { علينا } ، محمد، { بَعْضَ ٱلأَقَاوِيلِ } ، وأتى بشيء من عند نفسه. { لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ } ، قيل " مِنْ " صلة، مجازه: لأخذناه وانتقمنا منه باليمين أي بالحق، كقوله:كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ اليَمِين } [الصافات: 28] أي: من قبل الحق. وقال ابن عباس: لأخذناه بالقوة والقدرة. قال الشماخ في عرابة ملك اليمن:
إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ   تَلَقَّاهَا عُرَابَةُ بِاليَمِينِ
أي: بالقوة، عبر عن القوة باليمين، لأن قوة كل شيء في ميامنه. وقيل: معناه لأخذنا بيده اليمنى، وهو مثل معناه: لأذللناه، وأهنَّاه كالسلطان إذا أراد الاستخفاف ببعض من يريد، يقول لبعض أعوانه: خذ بيده فأقمه.