الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ } * { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقْرَءُواْ كِتَـٰبيَهْ } * { إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ } * { فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } * { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } * { قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ }

{ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ } ، على الله، { لاَ تَخْفَى } ، قرأ حمزة والكسائي: " لا يخفى " بالياء، وقرأ الآخرون بالتاء، { مِنكُمْ خَافِيَةٌ } ، أي فِعْلة خافية. قال الكلبي: لا يخفى على الله منكم شيء. قال أبو موسى: يعرض الناس ثلاث عرضات، فأما عرضتان فجدال ومعاذير، وأما العرضة الثالثة فعندها تطاير الصحف فآخذ بيمينه وآخذ بشماله وذلك قوله عزّ وجلّ: { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقْرَؤُاْ كِتَابيَهْ } ، تعالوا اقرؤوا كتابيه، الهاء في " كتابيه " هاء الوقف. { إنِّى ظَنَنتُ } ، علمت وأيقنت، { أَنِّي مُلاقٍ حسابيَهْ } ، أي: أني أحاسب في الآخرة. { فَهُوَ فِى عِيشَةٍ } ، يعني حالة من العيش، { راضية } ، مرضية كقوله:مَّآءٍ دافِقٍ } [الطارق: 6] يريد يرضاها بأن لقي الثواب وأمن العقاب. { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } ، رفيعة. { قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ } ، ثمارها قريبة لمن يتناولها في كل أحواله ينالها قائماً وقاعداً ومضطجعاً يقطعون كيف شاؤوا.