الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱنطَلَقُواْ وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ } * { أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا ٱلْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِّسْكِينٌ } * { وَغَدَوْاْ عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ } * { فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوۤاْ إِنَّا لَضَآلُّونَ } * { بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } * { قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ }

{ فَٱنطَلَقُواْ } ، مشوا إليها، { وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ } ، يتسارون يقول بعضهم لبعض سراً: { أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا ٱلْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِّسْكِينٌ }. { وَغَدَوْاْ عَلَىٰ حَرْدٍ } ، " الحرد " في اللغة يكون بمعنى القصد والمنع والغضب، قال الحسن وقتادة وأبو العالية: على جد وجهد. وقال القرظي ومجاهد وعكرمة: على أمر مجتمع عليه قد أسسوه بينهم. وهذا على معنى القصد لأن القاصد إلى الشيء جاد مجمع على الأمر. وقال أبو عبيدة والقتيبي: غدوا من بيتهم على منع المساكين، يقال: حارَدتِ السَّنة إذا لم يكن لها مطر، وحاردت الناقة إذا لم يكن لها لبن. وقال الشعبي وسفيان: على حنق وغضب من المساكين. وعن ابن عباس قال: على قدرة، { قَادِرِينَ } ، عند أنفسهم على جنتهم وثمارها لا يحول بينها وبينهم أحد. { فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوۤاْ إنَّا لَضَالّون } ، أي لما رأوا الجنة محترقة قالوا: إنا لمخطئون الطريق أضللنا مكان جنتنا، ليست هذه بجنتنا. فقال بعضهم: { بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } ، حرمنا خيرها ونفعها بمنعنا المساكين وتركنا الاستثناء. { قَالَ أَوْسَطُهُمْ } ، أعدلهم وأعقلهم وأفضلهم: { أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبّحون } ، هلا تستثنون، أنكر عليهم ترك الاستثناء في قولهم: " ليصرمُنَّها مصبحين " ، وسمي الاستثناء تسبيحاً لأنه تعظيم لله وإقرار بأنه لا يقدر أحد على شيء إلا بمشيئته. وقال أبو صالح: كان استثناؤهم سبحان الله، وقيل: هلا تسبحون الله وتقولون: سبحان الله وتشكرونه على ما أعطاكم. وقيل: هلا تستغفرونه من فعلكم.