الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَٰبِيحَ وَجَعَلْنَٰهَا رُجُوماً لِّلشَّيَٰطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ } * { وَلِلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } * { إِذَآ أُلْقُواْ فِيهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ } * { تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ } * { قَالُواْ بَلَىٰ قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ } * { وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِيۤ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } * { فَٱعْتَرَفُواْ بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لأَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ }

{ وَلَقَدْ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَاْ } ، أراد الأدنى من الأرض وهي التي يراها الناس. { بِمَصَـٰبِيحَ } أي: الكواكب، واحدها: مصباح، وهو السراج سُمي الكوكب مصباحاً لإضاءته، { وَجَعَلْنَـٰهَا رجُوماً } ، مرامي، { لِّلشَّيَـٰطِينِ } ، إذا استرقوا السمع، { وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ } ، في الآخرة، { عَذَابَ ٱلسَّعِير } ، النار الموقدة. { وَلِلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ * إِذَآ أُلْقُواْ فِيهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقًا } ، وهو أول نهيق الحمار وذلك أقبح الأصوات، { وَهِىَ تَفُورُ } ، تغلي بهم كغلي المِرْجل. وقال مجاهد: تفور بهم كما يفور الماء الكثير بالحب القليل. { تَكَادُ تَمَيَّزُ } ، تنقطع، { مِن ٱلغَيْظ } ، من تغيظها عليهم، قال ابن قتيبة: تكاد تنشق غيظاً على الكفار، { كُلَّمَا أُلْقِىَ فِيهَا فوجٌ } ، جماعة منهم، { سَأَلَهُمْ خزنتُها } ، سؤال توبيخ، { أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِير } ، رسول ينذركم. { قَالُواْ بَلَىٰ قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا } ، للرسل: { مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَىْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِى ضَلَـٰلٍ كبيرٍ }. { وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ } ، من الرسل ما جاؤونا به، { أَوْ نعقِلُ } ، منهم. وقال ابن عباس: لو كنا نسمع الهدى أو نعقله فنعمل به. { مَا كُنَّا فِىۤ أَصْحَـٰبِ ٱلسَّعِيرِ } ، قال الزجَّاج: لو كنا نسمع سمع من يعي ويتفكر أو نعقل عقل من يميز وينظر ما كنا في أهل النار. { فَٱعْتَرَفُواْ بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا } ، بعداً، { لأَصْحَـٰبِ ٱلسَّعِير } ، قرأ أبو جعفر والكسائي " فسُحُقاً " بضم الحاء، وقرأ الباقون بسكونها، وهما لغتان مثل الرُّعُب والرّعْب والسُّحُت والسُّحْت.