الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ ٱلرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَاوُتٍ فَٱرْجِعِ ٱلْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ } * { ثُمَّ ٱرجِعِ ٱلبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ ٱلبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ }

{ ٱلَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَـٰوَٰتٍ طِبَاقًا } ، طبقاً على طبق بعضها فوق بعض، { مَّا تَرَىٰ فِى خَلْقِ ٱلرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَاوُتٍ } ، قرأ حمزة والكسائي: " من تَفَوِّتٍ " بتشديد الواو بلا ألف، وقرأ الآخرون بتخفيف الواو وألف قبلها، وهما لغتان كالتَّحَمُّل والتحامل والتطهر والتطاهر. ومعناه: ما ترى يا ابن آدم في خلق الرحمن من اعوجاج واختلاف وتناقض، بل هي مستقيمة مستوية. وأصله من " الفوت " وهو أن يفوت بعضها بعضاً لقلة استوائها، { فَٱرْجِعِ ٱلبَصَرَ } ، كرر النظر، معناه: انظر ثم ارجع، { هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُور } ، شقوق وصدوع. { ثُمَّ ٱرجِعِ ٱلبَصَرَ كَرَّتَيْنِ } ، قال ابن عباس: مرة بعد مرة، { يَنقَلِبْ } ، ينصرف ويرجع، { إِلَيْكَ ٱلبَصَرُ خَاسِئاً } ، صاغراً ذليلاً مبعداً لم يرَ ما يهوى، { وَهُوَ حَسِير } ، كليل منقطع لم يدرك ما طلب. وروي عن كعب أنه قال: السماء الدنيا موج مكفوف، والثانية مرمرة بيضاء، والثالثة حديد، والرابعة صفراء، وقال: نحاس، والخامسة فضة، والسادسة ذهب، والسابعة ياقوتة حمراء، بين السماء السابعة إلى الحجب السبعة صحارى من نور.