الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ ٱلآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ ٱلْمُجْرِمِينَ } * { قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ قُلْ لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَآءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ }

{ وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ ٱلأَيَاتِ } ، أي: وهكذا، وقيل: معناه وكما فصلنا لك في هذه السورة دلائلَنا وإعلامَنا على المشركين كذلك نفصّل الآيات، أي: نميّز ونبيّن لك حجتنا في كل حق ينكره أهل الباطل، { وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ ٱلْمُجْرِمِينَ } ، أي: طريق المجرمين، وقرأ أهل المدينة " ولتستبين " بالتاء، " سَبِيلَ " نصب على خطاب النبي صلى الله عليه وسلم، أي: ولتعرف يا محمد سبيل المجرمين، يقال: استبنتُ الشيءَ وتبيّنته إذا عرفته، وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر " وليستبين " بالياء، " سَبِيلُ " بالرفع، وقرأ الآخرون { ولتستبين } بالتاء " سبِيل " رفع، أي: ليظهر وليتّضح والسبيل، يُذكر ويُؤنّث، فدليل التذكير قوله تعالىٰ:وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً } [الأعراف: 146]، ودليل التأنيث قوله تعالىٰ:وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا } [آل عمران: 99]. قوله عزّ وجلّ: { قُلْ إِنِّى نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ قُلْ لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَآءَكُمْ } ، في عبادة الأوثان وطرد الفقراء، { قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ } ، يعني: إن فعلتُ ذلك فقد تركتُ سبيل الحق وسلكتُ غير طريق الهدى.