الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنَ ٱلأَنْعَٰمِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَٰنِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } * { ثَمَٰنِيَةَ أَزْوَٰجٍ مَّنَ ٱلضَّأْنِ ٱثْنَيْنِ وَمِنَ ٱلْمَعْزِ ٱثْنَيْنِ قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلأُنثَيَيْنِ أَمَّا ٱشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ ٱلأُنثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ }

قوله عزّ وجلّ: { وَمِنَ ٱلأَنْعَـٰمِ } أي: وأنشأ من الأنعام، { حَمُولَةً } ، وهي كل ما يحمل عليها من الإبل، { وَفَرْشًا } ، وهي الصغار من الإبل التي لا تحمل. { كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ } ، لا تسلكوا طريقه آثاره في تحريم الحرث والأنعام، { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }. ثم بيَّن الحمولة والفرش فقال: { ثَمَـٰنِيَةَ أَزْوَٰجٍ } ، نصبها على البدل من الحمولة والفرش، أي: وأنشأ من الأنعام ثمانية أزواج أصناف، { مِّنَ ٱلضَّأْنِ ٱثْنَيْنِ } ، أي: الذكر والأنثى، [فالذكر زوج والأنثى] زوج، والعرب تسمّي الواحد زوجاً إذا كان لا ينفك عن الآخر، والضأن النعاج، وهي ذوات الصوف من الغنم، والواحد ضأن والأنثى ضائنة، والجمع ضوائن، { وَمِنَ ٱلْمَعْزِ ٱثْنَيْنِ } ، قرأ ابن كثير وابن عامر وأهل لبصرة " من المعز " بفتح العين والباقون بسكونها، والمعز والمعزى جمع لا واحد له من لفظه، وهي ذوات الشعر من الغنم، وجمع الماعز مَعِيْز، وجمع الماعزة مواعز، { قُلْ } يا محمد { ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ } ، الله عليكم، يعني ذكر الضأن والمعز، { أَمِ ٱلأُنثَيَيْنِ } ، يعني: أثنى الضان والمعز، { أَمَّا ٱشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْن } ، منهما، فإنها لا تشتمل إلا على ذكر أو أنثى، { نَبِّئُونِي } ، أخبروني، { بِعِلْمٍ } ، قال الزجاج: فسِّروا ما حرّمتُم بعلم، { إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } ، أن الله تعالى حرم ذلك.