الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ } * { وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا ٱضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُعْتَدِينَ }

قوله تعالى;: { فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ } أي: كلوا ممّا ذُبح على اسم الله، { إِن كُنتُم بِآيَـٰتِهِ مُؤْمِنِينَ } ، وذلك أنهم كانوا يُحرّمون أصنافاً من النَّعم ويحلّون الأموات، فقيل لهم: أحِلّوا ما أحلّ الله وحرّموا ما حرّم الله. ثم قال: { وَمَا لَكُمْ } ، يعني: أي شيء لكم، { أَلاَّ تَأْكُلُواْ } ، وما يمنعكم من أن تأكلوا، { مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ } ، من الذبائح، { وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ } ، قرأ أهل المدينة ويعقوب وحفص { فصل } و { حرم } بالفتح فيهما أي فصّل الله ما حرمه عليكم لقوله: { ٱسْمُ ٱللَّهِ } ، وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو بضم الفاء والحاء وكسر الصاد والراء على غير تسمية الفاعل لقوله: { ذُكر } وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر { فصل } بالفتح و { حرم } بالضم، وأراد بتفصيل المحرمات ما ذكر في قوله تعالى:حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ وَٱلْدَّمُ } [المائدة: 3]. { إِلاَّ مَا ٱضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ } ، من هذه الأشياء فإنه حلال لكم عند الإضطرار، { وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ } ، قرأ أهل الكوفة بضم الياء وكذلك قوله: ليضلوا في سورة يونس لقوله تعالى: يضلوك عن سبيل الله، وقيل: أراد به عمرو بن لحي فمن دونه من المشركين الذين اتّخذوا البحائر والسوائب، وقرأ الآخرون بالفتح لقوله: { من يضل } ، { بِأَهْوَآئِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ } ، حين امتنعوا من أكل ما ذكر اسم الله عليه ودعوا إلى أكل الميتة. { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُعْتَدِينَ } ، الذين يجاوزون الحلال إلى الحرام.