الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلرَّحِيمُ } * { هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلاَمُ ٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ ٱلْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ }

{ هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ } ، " الغيب ": ما غاب عن العباد مما لم يعاينوه ولم يعلموه، والشهادة ما شاهدوه وما علموه، { هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلرَّحِيمُ }. { هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِى لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ } ، الطاهر من كل عيب المنزه عما لا يليق به، { السلام } ، الذي سلم من النقائص، { المؤمن } ، قال ابن عباس: هو الذي أمن الناس من ظلمه وأمن من آمن به من عذابه، هو من الأمان الذي هو ضد التخويف كما قال:وَءَامَنَهُم مِّنْ خوف } [قريش: 4]، وقيل: معناه المصدِّق لرسله بإظهار المعجزات، والمصدق للمؤمنين بما وعدهم من الثواب، وللكافرين بما أوعدهم من العقاب. { ٱلمُهَيْمِنُ } ، الشهيد على عباده بأعمالهم، وهوقول ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي ومقاتل. يقال: هيمن يهيمن فهو مهيمن إذا كان رقيباً على الشيء، وقيل: هو في الأصل مؤيمن قلبت الهمزة هاء، كقولهم: أرقت وهرقت، ومعناه المؤمن. وقال الحسن: الأمين. وقال الخليل: هوالرقيب الحافظ. وقال ابن زيد: المصدق. وقال سعيد بن المسيب والضحاك: القاضي. وقال ابن كيسان: هو اسم من أسماء الله تعالى في الكتب والله أعلم بتأويله. { ٱلْعَزِيزُ ٱلجَبَّارُ } ، قال ابن عباس: " الجبار " هو العظيم، وجبروت الله عظمته، وهو على هذا القول صفة ذات الله، وقيل: هو من الجبر وهو الإصلاح، يقال: جبرت الأمر، وجبرت العظم إذا أصلحته بعد الكسر، فهو يغني الفقير ويُصلح الكسير. وقال السدي ومقاتل: هو الذي يقهر الناس ويجبرهم على ما أراد. وسئل بعضهم عن معنى الجبار فقال: هو القهار الذي إذا أراد أمراً فعله لا يحجزه عنه حاجز. { ٱلْمُتَكَبِّرُ } ، الذي تكبر عن كل سوء. وقيل: المتعظم عما لا يليق به. وأصل الكبر والكبرياء: الامتناع. وقيل: ذوالكبرياء وهو الملك، { سُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ }.