الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَ آبَآؤُنَا ٱلأَوَّلُونَ } * { قُلْ إِنَّ ٱلأَوَّلِينَ وَٱلآخِرِينَ } * { لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } * { ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا ٱلضِّآلُّونَ ٱلْمُكَذِّبُونَ } * { لأَكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ } * { فَمَالِئُونَ مِنْهَا ٱلْبُطُونَ } * { فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْحَمِيمِ } * { فَشَارِبُونَ شُرْبَ ٱلْهِيمِ } * { هَـٰذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ ٱلدِّينِ } * { نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلاَ تُصَدِّقُونَ } * { أَفَرَأَيْتُمْ مَّا تُمْنُونَ } * { ءَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَم نَحْنُ ٱلْخَالِقُونَ } * { نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ ٱلْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ }

{ أَوَ ءَابَآؤُنَا ٱلأَوَّلُونَ * قُلْ إِنَّ ٱلأَوَّلِينَ وَٱلأَخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَـٰتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ * ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا ٱلضَّآلُّونَ ٱلْمُكَذِّبُونَ * لأَكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ * فَمَالِـئُونَ مِنْهَا ٱلْبُطُونَ * فَشَـٰرِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْحَمِيمِ * فَشَـٰرِبُونَ شُرْبَ ٱلْهِيمِ } ، قرأ أهل المدينة وعاصم وحمزة: " شُرْب " بضم الشين. وقرأ الباقون بفتحها وهما لغتان فالفتح على المصدر والضم اسم بمعنى المصدر كالضَّعف والضُّعف و " الهيم " الإبل العطاش، قال عكرمة وقتادة: الهيام داء يصيب الإبل لا تَرْوَى معه ولا تزال تشرب حتى تهلك. يقال: جمل أهيم، وناقة هيماء، والإبل هيم. وقال الضحاك وابن عيينة: " الهيم " الأرض السهلة ذات الرمل. { هَـٰذَا نُزُلُهُمْ } ، يعني ما ذكر من الزقوم والحميم، أي رزقهم وغذاؤهم وما أٌعَّدلهم، { يَوْمَ ٱلدين } ، يوم يجازون بأعمالهم ثم احتج عليهم في البعث بقوله: { نَحْنُ خَلَقْنَـٰكُمْ } ، قال مقاتل خلقناكم ولم تكونوا شيئاً وأنتم تعلمون ذلك، { فَلَوْلاَ } فهلا { تُصَدِّقُونَ } ، بالبعث. { أفَرَأيْتُمْ مَا تُمْنُون } ، تصبون في الأرحام من النطف. { ءَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ } ، يعني أأنتم تخلقون ما تمنون بشراً. { أمْ نَحْنُ ٱلخَالِقُونَ * نَحْنُ قَدَّرنَا } ، قرأ ابن كثير بتخفيف الدال والباقون بتشديدها وهما لغتان، { بَيْنَكُمُ ٱلمَوْتَ } ، قال مقاتل فمنكم من يبلغ الهرم ومنكم من يموت صبياً وشاباً. وقال الضحاك: تقديره: إنه جعل أهل السماء وأهل الأرض فيه سواء فعلى هذا يكون معنى " قدَّرنا ": قضينا. { وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ } ، بمغلوبين عاجزين عن إهلاككم وإبدالكم بأمثالكم.